مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر= مـن جوها هـذه الأنسام
والسحر
مـن صدرها هذه الآهات، من فمها =هـذي اللحون. ومن تاريخها
الذكر
مـن «السعيدة» هذي الأغنيات ومن= ظلالها هـذه الأطـياف
والـصور
أطـيافها حول مسرى خاطري زمر= مـن الترانيم تشدو حـولها زمر
من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها= هذي الأغاريد والأصداء
والفكر
هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها =وسـحرها وصـباها الأغيد
النضر
يـكاد مـن طـول ما غنى خمائلها =يـفوح مـن كل حرف جوها العطر
يـكاد مـن كـثر ما ضمته أغصنها= يـرف مـن وجنتيها الورد
والزهر
كأنه مـن تشكي جرحها مـقل =يلح مـنها الـبكا الـدامي وينحدر
يـا أمي اليمن الخضرا وفاتنتي =منك الفتون ومني العشق والسهر
ها أنت في كل ذراتي وملء دمي=شعر «تعنقده» الذكرى وتعتصر
وأنت فـي حضن هذا الشعر فاتنة=تـطل مـنه، وحيناً فـيه تـستتر
وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت= عـن الـلقا - أنـه يـهوى
ويدكر
وأنها فـي مآقي شـعره حلم =وأنها فـي دجاه اللهو والـسمر
فلا تلم كبرياها فـهي غـانية= حـسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر
من هذه الأرض هذي الأغنيات=، ومن ريـاضـها هــذه الأنـغام
تـنتثر
من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها= وحـيث تـعتنق الأنسام والشجر
مـا ذلـك الشدو؟ من شاديه؟ إنهما =مـن أرض بلقيس هذا اللحن
والوتر
عبدالله البردوني