روي أن أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام وضع قدمه يوماً في ركاب الفَرَس ليمضي إلى معركة ، فجاءه مُنجِّم وأمسك بركابه وقال:
يا عليّ، نظرتُ في النجوم لأرى طالِعَك، فما وجدتُ ركوبَك اليوم يحالفه الظَّفَر.
فقال عليّ عليه السلام ابتَعِدْ عن ركابي! أوَضَعَ حيدر الكرّار قدمه في الركاب لتأخذ أنت بركابه وتمنعه ؟! أُغرُبْ عنّي، فإنّ ما أراه ليس أدنى تأثيراً من الشمس في الفلك. إذا كان الفلَك قد أُدير لغرض.. فنحن إنّما نتحرّك لغرض أيضاً. ومَن كانت دقائقه حقائق، وثوانيه السَّبعَ المَثاني، وبَوصَلتُه قلبه.. أيكون رأيه أدنى مِن رأيك ؟! أنا ثابت على قولي، ولن أخرج للحرب إلاّ اليوم؛ فقد علمتُ بفراستي الباطنية أنّه لن يُقتَل من عسكري إلاّ تسعة؛ واللهِ لا يكونون عشرة، وسيُفلِت من عسكر العدوّ تسعة؛ واللهِ لا يكونون عشرة . ولمّا خرج الامام علي من الحرب.. رأى عزيزاً من أعزّائه قد قُتِل، وآخَرَ وآخر، حتّى اكتمل عددهم تسعة. وكان مصير عسكر المتمرّدين أن قُتِلوا جميعاً إلاّ تسعة فَرّوا من شفرة سيف حيدر.
من هذا يتبيّن لك أن تأثير قلب العبد المؤمن أكبر من تأثير الفلَك في السماء.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ ذَوِي الاَْلْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميزانَ يَوْمِ الْحِسابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْحُكْمِ النّاطِقَ بِالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِي الِْمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ بِهِ يَوْمَ الاَْحْزابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اَخْلَصَ للهِ الْوَحْدانِيَّةَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ الْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الاَْنامِ لِلْمَبيتِ عَلى فِراشِهِ فَاَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَاَجابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مآب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
(هدره بن هكه)