فن الإتيكيت النبوي
الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه يميل إلى المشاركة والعيش في جماعة ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( إن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ). ولكي يتمتع الإنسان بالسلوك السليم يجب عليه الالتزام بالقواعد والمبادئ التي تنظم هذا السلوك. ومنها تطبيق مبادئ الإتيكيت والبروتوكول وهو دليل أكيد على احترام النفس البشرية وتقديرها التي فضلها وكرمها الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات حينما. قال الله تعالى :( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ). فإذا ما ارتقت النفس البشرية أقامت أعظم وأرقى الحضارات.
نحن كمسلمين انبهرنا بفن الإتيكيت الغربي ، وبدأنا بنشره في أوساط المجتمع ونادينا به في حياتنا وتعاملاتنا مع بعضنا. ولكن للأسف لم نتكلف ونكلف أنفسنا ونبحث في كنوز مدرسة محمد عليه الصلاة والسلام عن فن الإتيكيت وحسن التعامل مع الآخرين.
للأسف الشديد أصبح يبهرنا مشهد ممثل أجنبي يطعم زوجته في الأفلام الأجنبية ، ولا ننبهر من قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : (إن أفضل الصدقة لقمة يضعها الرجل في فمزوجته).
نعتقد أن تبادل الورود بين الأحبة عادة غربية ، وهل علمنا أن أول من نادىبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله : ( من عُرض عليه ريحان فلا يرده فانه خفيفالمحمل طيب الريح ).
عندما نرى الرجل الغربي يفتح باب السيارة لزوجته نقول هكذا هو التعامل الراقي مع الزوجة ، ولم نقرأ في غزوة خيبر عندما جلس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الأرض وهو مجهد وجعل زوجته صفيه تقف على فخذه الشريف لتركب ناقتها ، هذا سلوكه في المعركة فكيف كان في المنزل ؟!!!.
توفي النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في حجر زوجته عائشة وكان بإمكانه أن يتوفى وهو ساجد لكنه اختار أن يكون آخر أنفاسه بحضن زوجته.
كان حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم : ( عندمايريد أن يشرب يأخذ نفس الكأس الذي شربت فيه زوجته عائشة رضي الله عنها ، ويشرب مننفس المكان الذي شربت منه. أما سمعنا قول رسول الله صلى الله علية وسلم : ( إنك لنتنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى فم امرأتك).
في الإتيكيت الغربي اخدم نفسك بنفسك. وقد سبقهم رسول العالمين في إتيكيت التعامل قبل 1400 عام عندما سئلت أمنا عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله يعمل في بيته ؟ قالت : كان بشراً من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه وأهله.
ماذا أقول لمن انبهربالإتيكيت الغربي ولم ينبهر بإتيكيت خير خلق الله وأفضل من تعامل مع الإنسانوالحيوان والحجر ، ناهيك عن تعامله مع زوجاته بالمحبة والمودة والرحمة والرومانسيةالحقيقية ، اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا المصطفى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومضة :
في العلاقات الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم سنجد غياب الكثير من القيم ، ولكل إنسان جانبان إحداهما يستحق النقد والآخر يستحق المدح. فكيف حينئذ تحقق السعادة لنفسك في تعاملك مع الآخرين وإصدار أحكامك عليهم؟ فلابد أن تتحلى أنت بهذه الصفات لكي تستطيع التعامل مع أي شخص، فأنت فقط الذي بوسعك تحقيقمن خلال فن الإتيكيت.
الاتيكيت هو : سلوك بالغ التهذيبأو احترام الذات واحترام الآخرين وحسن التعامل معهمأو آداب في الخصال الحميدة أو السلوك المقبول اجتماعيا.
اتيكيات نبوية :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كل سُلامي من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين إثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عنالطريق صدقة .(
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ بَدَأَ بِالْكَلامِ قَبْلَ السَّلامِ فَلا تُجِيبُوهُ).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ ، إِلا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا .(
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ ).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيسَ الشَّديدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّديدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ).
منقول
بارك الله في من كتبه ونشره..