الاتيكيت المحمدي


النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معلم الأمة الأولى، أرسى فيهم آدابًا وعلمهم من السلوكيات ما يكونون به من أرقى الأمم حتى يشار إليهم بالبنان، فسبق بذلك معلمين فنون "الإتيكيت" الذين يضعون للناس قواعد وآداب للتعامل في كافة الموافق، فكان بذلك المعلم الأول لفنون الإتيكيت.
وفي هذه السلسلة سنستعرض الآداب المحمدية والإتيكيت النبوي في مختلف المواقف والمعاملات التي قد يتعرض لها المسلم، ونبدأها في هذا الموضوع باتيكيت الجلوس في الأماكن العامة.
خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه يومًا وهم يجلسون على قارعة الطريق يتسامرون، فنهاهم عن ذلك لما قد يكون في هذا الأمر من إيذاء للمارة أو التضييق عليهم، فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إياكم والجلوسَ على الطرقات"، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها.
فلم يرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يشق عليهم ويمنعهم من أمر قد يكون فيه مصلحة لهم أو تسرية عن النفس أو بحث ومناقشة بعض الأمور التي يكون فيها مصلحة العباد والناس، فوضع لهم ضوابط واتيكيت يتبعونه إذا ما اضطروا إلى الجلوس في الأماكن العامة أو الطرقات، فقال لهم صلى الله عليه وآله وسلم: "فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها".
فقال الصحابة الكرام: وما حق الطريق؟، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر".
هذا الأمر ينطبق على من يجلسون في المقاهي والمطاعم والمتنزهات والمحلات التي تقع في طريق الناس، فكل من يكون في هذا الموقف عليه أن يتبع الاتيكيت النبوي ويعطي الطريق حقه، ومن حق الطريق أن يغض الإنسان بصره من نظر إلى النساء، وليس النساء فقط بل كل نظره من شأنها أن تضايق الناس كأن ينظر الإنسان إلى شخص بتمعن قد يضايقه أو يجرح خصوصيته، ومطالعة سيارات المارة، أو حين يتعرض شخص لموقف محرج وتظل الأعين معلقة عليه مما يزيده احراجًا.
ومن حق الطريق كذلك كف الأذى عن الناس ويشمل ذلك كافة أشكال الأذى مثل عدم إلقاء القاذورات ومخلفات المأكولات والمشروبات في الطريق، وعدم التحدث بصوت عال مما يضايق الناس، وتحذير المارة إذا كانوا سيتعرضون لخطر، وقبل كل هذا كف الأذى عن المارة أو من يرتادون الأماكن العامة بالتعليقات عليهم والسخرية منهم أو من ملابسهم وتقليدهم، ومحاكاتهم، وتجريحهم، والاستخفاف بهم.
كما عد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رد السلام من حقوق الطريق، لأن في ذلك ما يزيد الألفة وينشر المحبة والسلام والطمأنينة بين الناس، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)، وقد اعتبر العلماء أن إلقاء السلام سنة أما رده فهو فرض كفاية إذا أداه شخص سقط عن الجميع وإن لم يؤده شخص أثم الجميع.
ومن حق الطريق أيضًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليكن ذلك برفق ولين وإسلوب طيب، فمثلًا إذا رأيت من يلقي القاذورات في غير الأماكن المخصصه فانهه عن ذلك وانصحه ووجهه إلى الطريقة الصحية للتخلص من تلك القاذورات، وإذا رأيت شخصًا يخرب منشآت أو أماكن عامة أو سيارات فانهه عن ذلك، وكذلك إذا رأيت طفلًا يعذب حيوانًا أو يؤذيه فانهه عن ذلك برفق، وغيرها من الأمور التي تستدعي النصيحة.
فإذا التزمنا بتلك الآداب والقواعد النبوية عند تواجدنا في الأماكن العامة نكون قد طبقنا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي نفس الوقت أصبحنا من المسلمين الراقين في تعاملاتهم النافعين لمجتمعهم وللناس.

بقلم – هاني ضوَّه 
بورك فيه

الاتيكيت النبوي المحمدي

الاتيكيت النبوي
قد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم(اتيكيت)الإسلام في السيره النبوية المطهرة، معبرا عن ذلك في جملة من الأحاديث استمتع بالاتيكيت النبوي لحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام :

1- اتيكيت التحية والسلام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اذا التقيتم فأبدوا السلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام فلا تجيبوه ) ... ( من بدأكم بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه )
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: محمد بن محمد الغزي ء المصدر: إتقان ما يحسن خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

2- اتيكيت المصافحة:-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا)
الراوي: البراء بن عازب المحدث: أبو داود ء المصدر: سنن أبي داود ء خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

3- اتكيت المحادثة:-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكلمة الطيبة صدقة)
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان ء المصدر: المقاصد الحسنة

4- اتيكيت الزيارة:-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عاد أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني ء المصدر: صحيح الترمذي 


المصدر : منتديات سيدات ليبيا


بارك الله في من كتبها ونشرها

الاتيكيت والذنب

 الاتيكيت والذنب
كتبته فجر الامل
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحرِص النساء بشكل خاص على الاحتفاظ بالصورة الاجتماعية ( الجميلة ) في أعين الآخرين .
فـــ .. تــُـحِب ( بعض ) النساء أن تكون الأفضل على الإطلاق و لو كلّفها ذلك ذنوباً قد تعلمها أو تجهلها !

كنت أتفكـّـر في المجالس النسائية و تراءت لي بعض الصور المتكررة التي قد نستهين بها ..
و ربما بسببها يُكتب لإحدانا ذنبٌ و سيئة وهي لا تشعـُـر .

في المجالس النسائية يكثر الكذب ، و السبب هو ( الاتيكيت ) !

و مِن هُنا ..
سأفتح نافذة على مجلس نسائي لنرى معاً بعض تلك المظاهر ..

أولاً / 
صاحبة المنزل تقدّم مثلاً عصيراً للضيفة ، فتشرب نصفه و تبقي النصف !
و تدّعي أنـّـها لا تستطيع إكمال الباقي !!
و هي ( تكذِب ) !
لكن حتى لا يُقال أنها ( ما صدّقت تشوف عصير ) !

و في الحديث [ عن عبد الله بن عامر قال زارنا رسول الله وأنا صغير فخرجت لألعب فقالت لي أمي تعالأعطك 
فقال الرسول وما تعطيه ؟؟ قالت تمراً قال لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة ] رواه أبو داود

هذا فضلاً عن خاتمة هذا الأمر !
حيث أنّ صاحبة المنزِل لن ترجـِـع العصير في علبته أبداً ..
و ستضطـّـر إلى سكبه ، و هذا الفـِـعل كان سببه الأول ؛ هي الضيفة التي ظنـّـت أنّه مِن ( الاتيكيت ) أن تترك نِصف العصير قابعاً في الكأس .

فمـَـن منهما تتحمل ذنب امتهان النعمة ؟؟

ثاني المشاهـِـد /
حين تجلِس النساء للأكل ، فترى صاحبة المنزِل أنّ إحداهن انتهت مِن ( صحنها الخاص ) فتريد أن تزيدها ..
فتمتنع الضيفة عن ذلك ، بحجة أنها أكلت كفايتها و أنها لا تستطيع الزيادة على ما أكلت !

( و هي تكذِب ) !

و مثله حين تقدّم لها صاحبة المنزِل نوع مِن الأكل فتتحجج بأنها لا تحبـّـه !
( و هي تشتهي أن تأكل نِصف الصحن ) ؟!

لكن ( الاتيكيت ) يمنعها مِن ذلك ..

فتكذِب و تستمر في سلسلة الكذبات !!

و في حديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: [ إني قَيَّنت عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جئته فدعوته لجَلوتها فجاء فجلس إلى جنبها فأتي بعس لبن فشرب ثم ناولها النبي -صلى الله عليه وسلم- فخفضت رأسها واستحيت 
قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: فأخذت فشربت شيئاً، ثم قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: أعطي تربك 
قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه 
قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي، ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه شرب النبي -صلى الله عليه وسلم- 
ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن فقلن: لا نشتهيه فقال -صلى الله عليه وسلم- : (لا تجمعن جوعاً وكذباً)] رواه أحمد

لجلوتها .. أي للنظر إليها مجلوة مكشوفة.
العس .. أي هو القدح الكبير.

ثالثاً /
التباهي و التفاخر بما ليس عندها !!
فكثيراً ما نسمع بعض النساء حين تتحدث عن نفسها و عن علاقاتها سواءً مع زوجها أو مع الناس ..
نسمع منها أنها تتلقى أحسن و أجمل معاملة و أن زوجها ( يشتري رضاها ) و لا تطلب شيئاً أو تتمناها ، إلا و يسارِع بإحضاره لها !
و بعضهن تدّعي المعرفة في كل مجال و تدّعي أنها تعرِف كل مكان و كل فندق و كل منتزه ! و كل ماركة ملابس و مكياج

و الحقيقة أنها ( تكذِب ) !

و السبب هو ( الاتيكيت ) ..

و حتى لا يُقال عنها جاهلة أو يتشمـّـت بها النسوة مِن سوء معاملة زوجها لها .

أورد أبو داود حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما: 
[ أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالت: إن لي جارة- ضرة - فهل عليّ يعني من جناح إذا ذكرت لها أن زوجي أعطاني كذا وهو لم يعطني؟ 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) ]

قال الشيخ عبد المحسن العبـّـاد معلّقاً :
يعني: أن كلامه وفعله زور، فهو كالمتصف بوصفين ذميمين، وهو أنه لابس ثوبي زور وليس ثوباً واحداً، وهذه زيادة في الإثم، وزيادة في الضرر.

و المشكلة أنّ هذه المرأة تتحدّث بدون طلب !
يعني لم يُطلَب منها أن تتحدث عن علاقتها بزوجها أو عن معرفتها بأمور أخرى .

و مِن المشاهِد التي تتكرر .. مشاهد أخرى تبتعِد فيها النساء عن الهَدي النبوي ..
و السبب ( الاتيكيت ) !

منها مثلاً ..
حين تسقط لقمة إحداهن ، فتتمنع عن التقاطها مرةً أخرى و أكلها ..
و تظن أنّ ستسقط مِن أعين مَن حولها حين يشاهدنها تلتقط لقمةً لها قد سقطت ..
و قد تزيد أن تتركها مكانها بدون حتى أن تحملها حتى لا يدوسها أحد ..

تفعل كل هذا و تظن أن هذا مِن ( الاتيكيت ) !
و حتى لا يُقال ( مشفوحة ) !

و في حديث جابر بن عبد الله – رضي الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
[ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ] رواه مسلم

و مِن المشاهد ..
أنّ كثيراً مِن النساء قد تتحرج مِن ( لعق ) أصابعها بعد الأكل ..

و السبب هو ( الاتيكيت )

و تظن أنّـه مِن غير اللائق أن تُرى و هي تلعق أصابعها بعد الأكل ..

و في حديث جابر السابق تكملة حيث يقول عليه الصلاة و السلام [ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ] رواه مسلم 

و بعد هذه المشاهدات أقول :
أننا قد نكسِب آثاماً ..
و قد نترك بعض السُنن ..

و السبب ؛؛ مراقبتنا لـِـما يقوله الناس عنـّـا !

و كأنّ ترْك السُنن أحسن !

و ننسى أنّ الله عز و جل قد قال { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }
جميع الهَدي النبوي ..
واجباته و مستحباته .

ألسنا نجني على أنفسنا بالذنوب حين نمارِس الكذببحـُـجـّـة ( الاتيكيت ) ؟!

و ألسنا نجني على السـُـنـّـة النبوية حين تندثِر بعض السُنن لأننا نستحي أن نطبـّـقها بحـُـجـّـة ( الاتيكيت ) ؟!

دعوةٌ صادقة ..
بأنْ نراجـِـع أفعالنا ، قبل أن تُكتب علينا ذنوب بسبب ( الاتيكيت ) .

و دعوةٌ صادقة ..
بأن نحيي السـُـنن قبل أن يتركها الناس بسبب ( الاتيكيت )

نسأل الله الإخلاص و التوفيق .


 
و مِن المشاهِد التي تتكرر .. مشاهد أخرى تبتعِد فيها النساء عن الهَدي النبوي ..
و السبب ( الاتيكيت ) !

منها مثلاً ..
حين تسقط لقمة إحداهن ، فتتمنع عن التقاطها مرةً أخرى و أكلها ..
و تظن أنّ ستسقط مِن أعين مَن حولها حين يشاهدنها تلتقط لقمةً لها قد سقطت ..
و قد تزيد أن تتركها مكانها بدون حتى أن تحملها حتى لا يدوسها أحد ..

تفعل كل هذا و تظن أن هذا مِن ( الاتيكيت ) !
و حتى لا يُقال ( مشفوحة ) !

و في حديث جابر بن عبد الله – رضي الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
[ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ] رواه مسلم

و مِن المشاهد ..
أنّ كثيراً مِن النساء قد تتحرج مِن ( لعق ) أصابعها بعد الأكل ..

و السبب هو ( الاتيكيت )

و تظن أنّـه مِن غير اللائق أن تُرى و هي تلعق أصابعها بعد الأكل ..

و في حديث جابر السابق تكملة حيث يقول عليه الصلاة و السلام [ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ] رواه مسلم 

و بعد هذه المشاهدات أقول :
أننا قد نكسِب آثاماً ..
و قد نترك بعض السُنن ..

و السبب ؛؛ مراقبتنا لـِـما يقوله الناس عنـّـا !

و كأنّ ترْك السُنن أحسن !

و ننسى أنّ الله عز و جل قد قال { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }
جميع الهَدي النبوي ..
واجباته و مستحباته .

ألسنا نجني على أنفسنا بالذنوب حين نمارِس الكذببحـُـجـّـة ( الاتيكيت ) ؟!

و ألسنا نجني على السـُـنـّـة النبوية حين تندثِر بعض السُنن لأننا نستحي أن نطبـّـقها بحـُـجـّـة ( الاتيكيت ) ؟!

دعوةٌ صادقة ..
بأنْ نراجـِـع أفعالنا ، قبل أن تُكتب علينا ذنوب بسبب ( الاتيكيت ) .

و دعوةٌ صادقة ..
بأن نحيي السـُـنن قبل أن يتركها الناس بسبب ( الاتيكيت )

نسأل الله الإخلاص و التوفيق .

الفراسة النبوية

إن تصنيف الطاقات والتعرف على الإمكانات هي السنة النبوية التي كان يمارسها المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الغر الميامين، الذي كان يعرف قدراتهم وطاقاتهم، ويوجههم بحسبها، فانظر إليه صلى الله عليه وسلم، وهو يقول عن هذه السنة : 
(أرحم أمتى بأمتى أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) [رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي. 
ولذلك نرى استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لتلك السنة واضحًا جليًّا في توظيفه لقدراتهم وإمكاناتهم، فيخصص بعضهم لكتابة الوحي ممن عرفوا بالأمانة والمهارة في الكتابة، كزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. 
بينما يخصص آخرين لقيادة الجيوش، لما عرفوا به من عبقرية حربية، وكفاءة عسكرية، كخالد بن الوليد، وأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، ويبقي معه فئة ثالثة يتخذهم وزراء، ويدربهم على أمور الحكم والقيادة؛ حتى يعدهم لمهمة الخلافة من بعده، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
وبهذه الفراسة النبوية، وبحسن توظيف الطاقات والقدرات، أمكن لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن يحوزوا القمم السامقة كل في مجاله الذي برع فيه، وأمضى فيه حياته كلها يبذل لدين الله من خلاله، فكان منهم الحكام والقادة، والعلماء والخطباء، والوزراء والاقتصاديين، وغير ذلك من مجالات التخصصات التي تحتاجها دعوة الإسلام.

منقول،،،
بارك الله في من كتبه ونشره،،

(هدره بن هكه)

نخلة ابا الدحداح

كان الرسول محمد صل الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه.

قال الشاب :
يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض ، فطلب الرسول ان يأتوه بالجار.

ومن ثم أتى الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل.

فأعاد الرسول قوله:
بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام.

فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا ، فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه ، فهذا عرض واضح له ان يدخل الجنة وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه.

لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا ،
 فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح.

وقال يا رسول الله :-

إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟

فأجاب الرسول نعم.

فقال ابا الدحداح للرجل
أتعرف بستاني يا هذا ؟

فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته.

فقال ابا الدحداح :
بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي ، فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه.
أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس.

فوافق الرجل
وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه على البيع وتمت البيعه.

وبعد ان تمت البيعة نادى ابا الدحداح على الشاب اليتيم وقال له تلك النخلة مني إليك خذها وذهب فأخذها ..

فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلاً :-
ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟ 

فقال الرسول (لا)
فصٌدم أبا الدحداح من رد رسول الله
فأستكمل الرسول قائلا :-
الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه
وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله
ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود
بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها.

وقال الرسول الكريم:-
كم من عذق رداح لأبي الدحداح.

(والعذق الرداح)
هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها.

وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح
وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح وعندما عاد ابا الدحداح الى امرأته دعاها الي خارج المنزل.

وقال لها:-
لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط.

فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن.

فقال لها:-
لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام.

فردت عليه متهلله،،،،
ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع.

التخطيط الاستراتيجي المحمدي

يقول الله سبحانه وتعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
إن مهارات التنمية البشرية من المواضيع الحديثة التى أهتم بها المعاصرون لتطوير الأداء و تحقيق الانجاز على أعلى المستويات..
وسوف نتعرف الأن على بعض الصفات التي أمتلكها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وأستخدمها فى خدمة الدعوة الاسلامية وهي تعتبر إحدى جوانب عظمة و تميز الشخصية...
والتي لم تنل حقها من الدراسة والتحليل وكذلك هي محاولة للمدربين في هذا المجال بضرب الأمثلة العملية على هذة المهارات بشخص نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم التي تنبع من ثراثنا الأسلامى الأصيل بدلا من أستخدام أمثلة غربية وغريبة عن تراثنا و ديننا...
إن مهارات التنمية البشرية التي أستعملها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا وجدير أن أختار بعضها في الحديث عنها كما يلى:-

-التخطيط الأستراتيجي و إدارة الذات و فن الاقناع و أتخاذ القرار وحل المشكلات وفن الحوار و الأستماع و التركيز والتوازن و التغير وفن الأتصال و التحفيز و إدارة الأولويات وأكتشاف الطاقات والمرونة
والحسم وفن القيادة الفعالة وغيرها.

وسيتم عرض أمثلة وتطبيقات عملية على سيرته صلى الله عليه وسلم بعد أن نقدم تعريف لكل مهارة من هذة المهارات.

وأود أن انبه أن الرابط بين المهارات وأحداث السيرة هو أجتهاد ..وإن أصبت فمن الله ...وإن اخطأت فمني ومن الشيطان.

سنبدأ الحديث عن اهم هذة المهارات وهي:-
-مهارات التخطيط الأستراتيجي:-
فالتخطيط الأستراتيجي عبارة عن قرارات ذات أثر مستقبلى وعملية مستمرة ومتغيرة ذات فلسفة إدارية ونظام متكامل.

وفي حالة استقراء السيرة النبوية نجد تفكيرة وتخطيطه أستراتيجي له صفة التميز أذ ان نجاحاته المتتالية حتى وفاته علية الصلاة والسلام تدل دلالة واضحة أن هناك خطة واضحة المعالم بعناصرها و خطواتها و أن هذا النجاح ليس عفويا و أن تصرفاته ليست ردود أفعال تتحكم فيها الظروف كما لا يمكن أن تؤدي عدم التخطيط إلى ما حققه من إنجاز عظيم..

وأول خطوة: في الخطة الأستراتيجية هي تحديد الرسالة وهي عبارة عن مهمة ذات صيغة عامة غير مقاسة تعتمد على القيم والمبادئ التي نؤمن بها ونعيش من أجلها ولا تنتهي إلا بالموت..

فرسالة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) هداية البشر إلى العقيدة الخالصة والشريعة الصحيحة.
ومدار سيرته كلها هي تحقيق هذة الرسالة التي بدأها بعد أختيار الله له رسولا إلى الناس إلى ان توفاه الله عز وجل ..

وثاني خطوة: فى الخطة الأستراتيجية هى تحديد الاهداف التي تحقق الرسالة عمليا والهدف هو النتيجة المعيارية المدحدوة والمراد تحقيقها في زمن معين.

وقد كان لنبينا (صلى الله عليه وسلم ) أربع استراتيجيات سعى إلى تحقيقها وهى..
1- تبليغ ما ينزل عليه من الوحى.
2- أن يدخل الناس في دين الأسلام .
3- تكوين دولة الأسلام والعمل على امتدادها و توسيعها.
4- تربية الجيل المؤمن القيادي الذي يحمل الدعوة في حياته وبعد وفاته(صلى الله عليه وسلم).

هذة الأستراتيجات شكلت رؤيته الدعوية وفي أجمال رؤيته (صلى الله عليه وسلم) (تبليغ الوحى و إسلام الناس وتكوين الدولة وتربية الجيل المؤمن).
ولتحقيق الرسالة والرؤية والأهداف واجه النبى (صلى الله عليه وسلم) تحديات كبيرة متمثلة في أعداء الدعوة وهم ستة أصناف وهم ..
قريش و القبائل العربية والمنافقون واليهود والفرس والروم...
وقد حدد النبي (صلى الله عليه وسلم ) أستراتيجية خاصة للتعامل مع كل صنف منها في طبيعة التعامل معها بهدف التفوق عليها...
مع قريش فى العهد المكى (دعوتهم إلى الإسلام ومحاولة أن تكون مكة المكرمة نواة الدولة الأسلامية)...
وأما في العهد المدنى (العمل على أخضاع قريش لدولة الإسلام في المدينة).
ومع القبائل العربية دعوتهم إلى الإسلام و التحدي الحاسم لحركاتهم العسكرية ضد الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة.
ومع المنافقين العمل على أصلاحهم والمرونة في تحمل التصرفات العدائية مع علاج تداعياتها حتى لا يقال (أن محمد يقتل أصحابه).
ومع اليهود دعوتهم إلى الإسلام والعقوبة الحاسمة الرادعة عند أظهار العداوة
ومع الروم دعوتهم إلى الإسلام والمواجهة العسكرية لتحركاتهم أو تحركات الموالين لهم العدائية.
ومع الفرس دعوته إلى الإسلام والعمل على هداية وكسب نصرة الولادة الموالين في الجزيرة العربية.
فاستطاع تدريجيا أن يقضي أو يقلص خطر هذة التحديات التي تمنع تحقيق الرؤية ونجح قرب وفاته أن ينجز هذه الخطة الأستراتيجية بأعلى متسوى لها.
والنجاح هو تحقيق وأنجاز ما تم التخطيط له والسعي إليه.
ولا شك أن قيمة التخطيط العملي هو المخطط لها ..ولذا نجده (صلى الله عليه وسلم ) نجح في إنجاز الأستراتيجياته نجح بالقيام بتبليغ جميع ما أنزل الله عليه..قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وفي خطبة حجة الوداع سأل رسول الله  الناس: (ألا هل بلغت) فردوا: نعم فقال: اللهم فأشهد.

وثانيا: نجح في إسلام الناس فبعد فتح مكة دخل الناس في دين الله افواجا ... يقول الله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا).

وثالثا: نجح في تكوين دولة الإسلام الأولى في المدينة ثم توسيعها لتشمل جميع أنحاء الجزيرة العربية.

رابعا: وينجح النبى أيضا في تربية جيل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين وهو جيل فريد في إيمانه و أخلاقه و قدراته القيادية فينجح هذا الجيل في في تحقيق أهداف الدعوة و الدولة الإسلامية خلال حياة النبي  وبعد وفاته ..... ثم ينجح هذا الجيل بعد القضاء على الردة في الانطلاق للفتوحات الإسلامية ونشر دعوة الإسلام و توسع رقعة البلاد الإسلامية لتشمل في نهاية عهد الراشدين بلاد مصر والشام والعرق وإيران وغيرها بالأضافة إلى الحصر المطلق على تطبيق أحكام الدين في هذه الدولة .

منقول .. للفائده ..
بارك الله في من كتبه ونشره..
(هدره بن هكه)

التنمية البشرية في السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

((التنمية البشرية والسنة النبوية))

محاضرة ألقيت في جامعة صنعاء بمناسبة المولد النبوي الشريف في
21/1/2013م.
الدكتور/ محمد حسين الصافي.

الحمد لله الذي أرسل محمداً رحمة للعالمين, وسن لنا سنة أحياء المناسبات فجعل من السعي بين الصفوة والمروة أحياءاً لذكرى سعي هاجر عليها السلام, ورمي الحجرات إحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام في رمي الشيطان.
ما أحوج الأمة اليوم لأحياء كل مناسبة للتذكير بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو المعلم الأول الذي علم البشرية كثيراً مما جهلت وكثير مما كشفت عنه العلوم الحديثة كان أخبر عنه الله ورسوله سواءً قرآناً أو حديثاً.
ومن هذه العلوم الحديث علوم التنمية البشرية وهي علوم تعني بتحقيق تنمية وتطور لقدرات الإنسان العقلية والنفسية و الصحية والمادية.
وفي الحقيقة أن أكبر وأعظم عملية تنمية بشرية تمت في التاريخ كانت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيف تمكن رسول الله من تحويل أمة جاهلة في صحراء قاحلة إلى أعظم أمة تحمل أعظم رسالة فتحت بها العالم وحققت أحد أكبر الحضارات التي شهدتها البشرية ومن خلال جيل واحد فقط بصم البشرية ببصمة لازالت مؤثرة فيه إلى اليوم؟
العلوم الحديثة اليوم تلقي ضوء حول كيف تمت هذه المعجزة على يد الحبيب المصطفى.
فمن أهم علوم التنمية البشرية علم يسمى علم البرمجة العصبية اللغوية، وهو علم يستخدم في مجال السياسة ومجال الأعمال والتجارة والإعلام ومجال الدعوة الدينية.
والبرمجة اللغوية العصبية لها العديد من التعاريف تختصر بأنها مجموعة الأفكار والأحاسيس والتصرفات مع النفس ومع الآخرين.

ومن أهم مصادرها:-
1) الأبوين. حيث90%من القيم تؤخذ في السبع السنوات الأولى.وهذا يذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم:” مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ “.
2) المدرسة.
3) الأصدقاء. 
4) وسائل الإعلام.
5) المحيط الخارجي.
6) من نفسك: الخبرات والتفكير الذاتي.
ويقصد باللغوية اللغة الداخلية واللغة الخارجية.
فاللغة الداخلية التي لاتسمعها مثل حركة الجسم أو تعبيرات الوجه. واللغة هي القدرة على التواصل سواء باستخدام الكلمات أو غيرها.
يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية أن الكلام لا يمثل أكثر من 7% من الاتصال مع الآخرين. ونبرة الصوت 38%. وحركات الجسم وتعبيرات الوجه 55%. المجموع 100%.
وهذا يذكرنا بقول العلماء حقيقة الدعوة إلى الله بلسان الحال وليس بلسان المقال.
ويستند هذا العلم إلى مبدأ محاكاة الناجحين أي إذا أردت أن تكون ناجحاً عليك أن تفكر وتعمل كما يفكر ويعمل الناجحون, ولهذا قام العلماء المؤسسون لهذا العلم بدراسة الناجحين.
فوجدوا أن من مواصفات الإنسان الناجح عدة مزايا من أهمها:
أولاً: التفكير الإيجابي.
ثانياً: التمتع بالانضباط الداخلي.
ثالثاً: القدرة على الحب والتسامح.
رابعاً: وجود قدوة أو مثل أعلى ولديه قيم عليا.
خامسا: القدرة على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين.
سادسا: القدرة على تجنب القتلة الثلاثة: اللوم والنقد والمقارنة.

أولاً: التفكير الإيجابي:
وجد أن من أهم الفروق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل أن الإنسان الناجح يتمتع بالتفكير الإيجابي, بينما الفاشل يسيطر عليه التفكير السلبي, فالناجح هو الذي يقول لك أن نصف الكأس مليان بينما السلبي يقول لك أن نصف الكأس فاضي.
خطورة التفكير والفكر أنه هو الذي يصنع واقع الإنسان. فالإنسان بما يفكر: والفكر تؤثر على الذهن فإذا مثلا ظننت بإنسان ظناَ سيئاً يقوم العقل بالتركيز على كل ما يؤكد هذا الظن.
والفكر يؤثر على صحة الإنسان وفي مشاعره وحالته النفسية فهو الذي يصنع المشاعر الإيجابية والمشاعر السلبية والفكر يؤثر على السلوك وعلى طاقة الإنسان، وهكذا.
إذن من يستطيع أن يسيطر على ذهنه (أي على طريقة عمل عقله) يسيطر على جسمه ومشاعره ونفسيته.
الفكر يصنع الواقع إلى درجة قالوا إذا دخلت بسيارتك موقف سيارات مزدحم وقلت لن أجد موقف فإنك لن تجد موقف, والعكس صحيح.
في هذا المجال ماذا يقول الحبيب المصطفى: يقول عن الله عز وجل في الحديث القدسي المشهور: ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشأ)), وفي رواية: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فخيراً وإن ظن شراً فشراً. (الطبراني في معجم الأوسط وأحمد ) وفي رواية وأنا معه حيث ذكرني. مسلم
ومعنى الحديث واضح: إذا ظننت خير وجدت خير وإذا ظننت شراً وجدت شراً.
ولهذا يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا بل أنه قال: بشروا الناس أنه من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة.
وهذا بلا شك قمة التفكير الإيجابي والحالة الإيجابي التي نشرها رسول الله بين الناس.
كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التطير أو عن التشاؤم والتفكير السلبي فقال: الطير شرك. (البخاري في المفرد)
ويقول: لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة (البخاري مفرد). وقالت العرب: البلاء موكل بالمنطق.
وهذا يذكرنا بعلم البرمجة العصبية الذي يستند إلى استخدام اللغة والألفاظ للتأثير على العقل والفكر والسلوك، بل وعلى العقل الباطن.
أي إذا استخدمت ألفاظ إيجابية فإنها تترك أثراً إيجابي والعكس صحيح.
وفي هذا يقول جوزيف مورفي أحد كبار علماء التنمية البشرية في أمريكا :”أن الكنز الحقيقي الذي يملكه الإنسان هو في الصلاة والدعاء”.
وبالتالي أتباع السنة من الصلاة ودعاء وأذكار أفضل برمجة عصبية إيجابية للإنسان لأنه يدعو بالخير ويذكر الخير.
ومن أفضل برمجة عصبية هي الدعاء بأسماء الله الحسنى وتردادها “أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
وللأسف من أخطر ما يواجه المسلم اليوم هو البرمجة العصبية السلبية التي تأتيه من خلال الإعلام والفضائيات. وهي مدمرة للإنسان يقول جوزيف مورفي: (أن الاستماع إلى الأخبار التي تضع بذور الخوف والقلق والتوتر والإخفاق تؤدي إلى فقدان الرغبة في الحياة).

ثانياً: التمتع بالانضباط الداخلي:
من مواصفات الإنسان الناجح قدرته في السيطرة على نفسه, والذي لا يستطيع أن يسيطر على هوى نفسه لا يكون إنساناً ناجحاً.
والحقيقة أن هذا هو المنهج الرباني والنبوي في التربية والسلوك والتزكية, فالصلاة والصيام والصدقة كلها منهج لرفع مستوى القدرة على الانضباط الداخلي.
ويتجلى هذا المنهج في قصة تابوت بني إسرائيل. ففيها الوصفة الربانية لإخراج أمة من طور الهزيمة والضعف إلى طور النصر والتمكين في الأرض. فأعطاهم الله عز وجل ثلاثة أشياء.
١): طالوت ملكا عليهم . وهذا يبرز أهمية القيادة وتأثيرها في التوفيق والنجاح.

٢): رد إليهم التابوت الذي كانوا يتوسلون به إلى الله. وهذا يبرز أهمية الارتباط بالأنبياء وأثارهم أحياءا وأموات. مع صحة الاعتقاد أن النفع والضر بيد الله عز وجل. وأهمية التوسل إلى الله بمن يحب. ولو كان في ذلك شرك لنهاهم عنه وبين لهم وصحح عقيدتهم وما رد التابوت إليهم.

ثالثا: تزكية أنفسهم وتربيتها بعدم الشرب من النهر وهم في حالة من العطش.أي النصر على النفس قبل النصر على العدو الخارجي. فأعدا أعداء الإنسان نفسه الأمارة بالسوء. وهنا يبرز أهمية علم التزكية ودوره في الحياة بل وفي النصر.
“وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)”.

ثالثاً: القدرة على الحب والتسامح:
وهذه من أهم سمات الإنسان الناجح, فالإنسان الذي يحب الناس ولا يسامح فلا يكون إنساناً ناجحاً.
– والحقيقة أن المجتمع اليوم يعاني من مرض الكراهية وهو المرض الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دب إليكم داء الأمم قبلكم الحس والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر. رواه أحمد
– مورست علينا كل أنواع سياسات فرق تسد.
– لكن أنظروا كيف بنا رسول الله المجتمع المسلم. مجتمع الحضارة فقال: والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
– ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
والقدوة التي قدمها لنا رسول الله أنه لم يكن فقط يحب ويتمنى الخير لمن يحبه بل ويستغفر من يعاديه مثل رئيس المنافقين عبدالله بن أبي الذي أنزل الله فيه: “اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.” التوبة(80). فقال سأزيد على السبعين فأنزل الله:”وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ”. التوبة(84).
فمنهج النبي في التعامل مع الأعداء بالحب.
هنا يقول مولانا جلال الدين الرومي: إذا أردت أن تقلب العدو صديق فادعوا له بالخير 40 يوماً ينقلب العدو صديق.
الإسلام دين الحب والمحبة والتفاني والتسامح والأخوة وكظم الغيظ ومن أجمل ما كتب كمنهج يدعو إلى المحبة ما كتبه الأستاذ فتح الله كولن.

رابعاً: وجود قدوة أو مثل أعلى وله قيم عليا:
وجود القدوة ضرورة نفسية مهمة للفرد سواء أدركها من خلال عقله الواعي أو لم يدركها.
لكن الإنسان الناجح يكون عادة له قدوة أو مثل أعلى يقتدي به فكرياً وسلوكياً بشكل واعي.
وفي السنة النبوية كان الحبيب قدوة الصحابة الكرام يقتدون به في كل أمورهم. حتى في أكل الدبا. ويقتدون به في كل أحواله منذ الاستيقاظ حتى النوم، وطبعاً كان الحبيب نعم القدوة العليا, قدم أرقى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من سلوك وقيم.
ومشكلتنا اليوم ومشكلة الكثير من الشباب هو فقدان القدوة الصالحة. وأصبح الإعلام يقدم نماذج سيئة كقدوة, فنان أو لاعب كرة.
ولهذا تأتي أهمية أحياء المناسبات لأحياء سنة النبي فينا كقدوة دائمة نقتدي بها.
والقدوة يجب أن يكون ممدوحاً. أو بلغة العصر الأضواء مسلطة عليه لإظهار خصاله الحسنة والايجابية حتى يقتدا بها.
ومدح النبي منهج قرآني وسنة النبي والصحابة فكانت تلقى على النبي قصائد المدح وكان يكافئ عليها، وذلك ما لهذه القصائد من تأثير نفسي ووجداني وإعلامي في الناس.
خامسا: القدرة على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين:
وهذه من أهم صفات الإنسان الناجح، بل لايكون ناجحا مالم يكون فاعلا ومؤثرا في من حوله. ويجب أن يعرف ويمتلك أفضل وسائل الاتصال والتواصل والتفاهم مع من حوله ومع الآخرين.
وفي هذا المجال ماذا يأمرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
1- يأمر ببدء السلام.
2- ويأمر بالتزاور.
3- ويأمر بحسن الخلق والتواضع وعدم التكبر.
4- ويأمر بالأمانة والوفاء بالعهد.
5- ويأمر بالصدق والاستقامة.
6- ويأمر بالمحبة والتراحم والحياء.
7- يأمر بالإيثار والكرم.
8- يأمر بحفظ اللسان وعدم الفحش والتفحش.
كما انه نهى عن الأخلاق السيئة التي تضر الآخرين وتنفرهم فنهى عن الكذب والنفاق ونهى عن الخيانة والغدر ونهى عن سوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة. ونهى عن السخرية والاحتقار والهمز واللمز. ونهى عن الحسد والغلظة والغضب وهجر المسلم أخاه والاحتيال والرشوة والمن بالعطية. ونهى عن البخل والظلم والبغي والاختيال والفخر.

سادسا: القدرة على تجنب القتلة الثلاثة: اللوم والنقد والمقارنة:
إذ عندما يستخدم الإنسان أي نوع من هذه الأنواع فهو يكون أول ضحاياها، وترتد عليه مؤثرة فيه تأثيرا سلبيا خطيرا. ولا يكون التأثير سلبي فقط على الشخص الآخر. فاللوم والنقد يجعل الإنسان يشعر انه ضحية، وهو سم داخلي يخزن في عقله الباطن، مثل الذي يلوم مديره فيؤثر ذلك على تقديره الذاتي وعلى أداءه للعمل. وهذا الخلق عدم اللوم والنقد كان من أخلاق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فعن أَنَسٍ رض الله عنه قَالَ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَ سِنِينَ فَمَا أَعْلَمُهُ قَالَ لِى قَطُّ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا وَلاَ عَابَ عَلَىَّ شَيْئًا قَطُّ .(رواه مسلم رقم 6154).
كذلك المقارنة فهي تسبب مزيد من الإحباط والألم النفسي سواء المقارنة بين الشخص ذاته وبين الآخرين أو بين الشخص ذاته في وقته الحاضر وبين نفسه في الماضي أو المقارنة بين شخص وشخص آخر مثل المقارنة بين الإخوة مما يسبب لهم الإحباط والألم .
وفي النهي عن المقارنة عن أبي ذر في حديث طويل : قال قلت : يا رسول الله أوصني قال : ( أنظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك ) ( رواه الطبراني في المعجم الكبير 1651).
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل معلم شهدته البشرية.
ولهذا علم أن أفضل برمجة عصبية إيجابية وأفضل تنمية بشرية يمكن أن يحصل عليها إنسان هو في إتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لأنه أرقى قدوة يمكن ان يقتدا بها لقوله تعالى:” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. الأحزاب (21).
فالسنة كلها برمجة عصبية بناءة, تجعل الإنسان يعيش أفضل حياة ممكنة فيها الخير والتفاؤل والرحمة والعطاء والسعادة في الدنيا والآخرة. تبدأ من دعاء الاستيقاظ وحتى دعاء النوم.
فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِنًا أَنْ يَقُولَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَمَا أَمَاتَنِي وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”. مسند أحمد 23286 .
كذلك من أدعية النبي التي علمها قوله صلى الله عليه وسلم:” مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ ». سنن أبى داود5074. قال بعض العلماء في هذا الدعاء انه وصفة السعادة الربانية ، لأن السعادة الحقيقية في الرضا الداخلي.
ويكفي أن أهم فائدة من فوائد إتباع السنة أنها تورث حب الله عز وجل.” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. آل عمران. (31).

منازل القمر ‎وأثرها على وقت عقد الزواج🌙

منازل القمر🌙 وأثرها على وقت عقد الزواج:- منازل القمر هي مواضع في دائرة البروج قد تكون مكونة من نجم واحد مثل الدبران أو نجمين أو عدة نجوم م...